يواصل مرصد رقابة دراسة منظومة دعم المواد الأساسية وتفكيك أهم الاخلالات الحاصلة فيه. ويركز اليوم مع دعم الزيت النباتي وما يلف به من نواقص واخلالات وكوارث. الارقام الرسمية لوزارة التجارة تؤكد ارتفاع كلفة الدعم من 113 مليون دينار سنة 2010 إلى 290 مليون دينار سنة 2021. ارتفاع بما يقارب 270٪ في ظرف 10 سنوات دون أن يكون هناك ارتفاع ملحوظ لكميات الزيت المدعم التي يتم تداولها في السوق المحلية. وفي ظل انخفاض متواصل وكبير لأسعار الصوجا وزيت الصوجا الخام في السوق العالمية خلال السنوات الماضية (انظر الرسم الباني)
ارتفاع خيالي لكلفة الدعم تضغط أكثر فأكثر على ميزانية الدولة وفي المقابل يكاد يكون الزيت المدعم غير متوفر في السوق على مدار السنة
فأين تذهب كميات الزيت المدعم والمقدرة ب 163 ألف طن للموسم 2018/2019 حسب آخر تقرير نشاط للديوان الوطني للزيت ؟
لمعرفة الجواب على هذا السؤال، يجب فهم كيفية تنظيم منظومة الزيت النباتي، ومن يستفيد من منظومة الدعم ؟
:الديوان الوطني للزيت هو الفاعل الرئيسي في المنظومة
يستورد قرابة 60٪ من حاجيات البلاد من الزيت النباتي في شكل حاويات من زيت الصوجا الخام وزيت النخيل المكرر
يشتري 40٪ من الحاجيات تقريبا من طرف شركة “حبوب قرطاج” Carthage Grains التي تستورد سنويا ما لا يقل عن 600 ألف طن من الصوجا وتستخرج منها زيت الصوجا المعد للاستهلاك الغذائي وعجين الصوجا المعد للعلف، والتي بدأت في انتاج كميات من الكولزا
يحول الكميات المقتناة من الزيت الخام الى عدد من شركات التكرير (قرابة 15 شركة) وفق نظام الحصص، حيث يتم تكرير الزيت النباتي واعادته إلى خزانات الديوان جاهزا للتعليب
يحيل الكميات المكررة الى شركات التعليب (قرابة 40 شركة) وفق نظام الحصص أيضا وبسعر إحالة يحدد بمقرر من الوزير، حيث يتم تعليبها وإحالتها الى تجار الجملة ومنها الى محلات البيع بالتفصيل ثم في النهاية الى المواطنين
ويتوزع الدعم العام القادم من الصندوق العام للتعويض على مختلف هؤلاء الفاعلين في المنظومة. كما تحصل المخالفات والاخلالات في مختلف تلك المراحل
وقد عدد تقرير دائرة المحاسبات عدد 29 المتعلق بدعم المواد الأساسية الاخلالات ومواطن التلاعب بالمنظومة. ومن ذلك
تفاقم ظاهرة ترويج مادة الزيت النباتي المدعم في غير الأغراض المخصصة لها واستعمالها أنشطة مهنية بدون وجه حق
ظاهرة تجميع هاته المادة ونقلها وترويجها في بعض المؤسسات المتخصصة في تجميع النفايات غير الخطرة على أساس أنها زيوت مستعملة يتم تحويلها إلى وقود حيوي أو تصديرها الى الخارج
خلط بعض الشركات المنخرطة في نظام الحصص بين نشاط تكرير الزيوت المدعمة ونشاط تكرير الزيوت النباتية غير المدعمة ونشاط صناعة المواد الدسمة، دون الفصل الفعلي بين الأنشطة بما يرفع من أخطار استعمال الزيت المدعم في غير الغرض المحدد له
:استعمال بعض وحدات التعليب الزيت المدعم في غير الأغراض المخصصة له في ظل غياب المراقبة الميدانية للديوان على تلك الشركات
ويؤكد التقرير قيام 12 ادارة جهوية للتجارة برفع مخالفات خلال الفترة 2009-2013 بخصوص 19 وحدة تعليب تعلقت خاصة بالتفريط فيس مادة مدعمة. والأكيد أن تجاوزات زادت كثيرا منذ ذلك الوقت
في 2013، تم رفع ما جملته 1369 مخالفة تم تسجيلها أساسا بولايات أريانة وتونس وبن عروس ونابل أغلبها تعلق باستعمال الزيت النباتي المدعم من قبل المخابز ومحلات المرطبات والمطاعم وترويج هذه المادة خارج مسالك التوزيع المنظمة
لم يتم تفعيل توصيات المسح المتعلق بمسالك توزيع الزيت النباتي بخصوص وضع برنامج يضبط حاجيات المناطق الحدودية من المواد المدعمة وإسناد حصة لكل تاجر جملة وفق مقاييس محددة
الديوان ووزارة الاشراف لم ينجحا في اعتماد عامل اقتفاء الزيت النباتي المدّعم بما يمكن من التثبت من تحديد مدى استعمال الزيوت النباتية المدعمة من عدمه عند القيام بالتحاليل أثناء عمليات المراقبة
قبل التفكير في رفع الدعم أو زيادة الاسعار واجب ايجاد حل لهذه التجاوزات وغيرها وتطوير منظومة الرقابة. هذا لوحده سيمكن من البدء في مسار اصلاح منظومة الزيت النباتي المدعم، وتقليص كلفة الدعم، وتوفير الزيت المدعم للمستهلكين في مختلف جهات البلاد دون مشاكل
وهذا يمكن أن يحصل في ظرف سنة واحدة لو تتوفر الارادة
علّق عماد الدائمي، رئيس "مرصد رقابة"، على الإقالة المثيرة للجدل لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد…
حوار مع عماد الدائمي رئيس مرصد رقابة على أمواج اذاعة اكسبرس اف ام: معطيات وتفاصيل…
رئيس مرصد رقابة عماد الدايمي ضيفا على اذاعة الديوان للحديث عن مستجدات قضية فسفاط ڨفصة
هل أتاك حديث مذاقات السجائر في تونس أو كيف تزود الدولة ذاتها السوق الموازية بالتبغ؟…
يحرص مرصد رقابة على بناء شبكة علاقات وشراكات على المستوى الوطني والعربي والدولي، وذلك من…
قبلت المحكمة الادارية طعن مرصد رقابة وأصدرت قرارا بتاجيل تنفيذ قرار الترخيص لمؤسسات الانتاج السمعي…